"احترق البيت، لم يبقَ غير جدران سوداء ت"تح عيونَها على ال"راغ، صار مثلَ جمجمة م"جوَّ"ة يملأها التراب وبيوض الديدان. واحترق د"تري، راح ع"مري وذاكرتي، صرت" كأنني لم أكن ولا مررت" بهذه الحياة، كل ما أرجوه أن يتذكر كل من يقرأ روايتي حكاية زيز"ون التي مرّت من هنا ومن هناك، زيز"ون التي ناضلت أكثر من خمسين عامًا، منذ أن شغلها السؤال عن الرجعيّة، التي جاهدت من أجل أن تطمر جهيدة "ي تراب النسيان كي تكون ذاتها، زيز"ون الاسم الذي أحبّتْه وشعرتْ أنه جدير بتمثيلها "ي الحياة، وبأن يكون ر"يقها "ي س"رها الذي لم يغادر أحلامها، وراحت تدوّن تاريخها قبل أن ي"نسى. احترق التاريخ وزح"ت آلةٌ جبَّارةٌ على جدرانه السوداء لتهدمه وتغرز "ي الأرض وتدًا من الحديد يحمل لا"تةً ك"ت"ب عليها: المقصّ- مشروع دكان أ"مّ جهيدة للبناء".

********

نص م"ذهل، عميق، ملحمي. بين تعب" وراحة، جمال" وقبح، وكآبة" ولحظات "رح" مسروقة، روت زيز"ون وبجرأة شديدة ما حدث لسوريا وما يحدث وما سيحدث، تاريخها لم يكن تاريخها وحدها أو تاريخ أسرتها وضَيْعتها، لكن تاريخ البلاد كلها.

د. أمير تاج السر