ال�?تاة الآلية والأشجار آكلة البشر | إبراهيم �?رغلي

لو كان بإمكان أحد أن يرانا لما صدَّق ما يرى، كنَّا نسابق الزمن تقريبًا، وقد ركبنا �?ي العربة ال�?رعونية التي يقودها الرجل الذئب، والذي أخذ يتمتم �?ي أذن حصانه بالتعويذة السحرية، ليبدأ �?ي العدو كأن الريح تركض بجواره ويريد أن يسبقها. تشبَّثنا أنا وليلى ونينيت بعضنا ببعض، بينما كان شادي يجلس قريبًا من الرجل الذئب وشعر رأسه يطير عاليًا، يكاد لا يصدق السرعة التي نتحرك بها، إذ كان العالم من حولنا بلا ملامح؛ تمامًا كما يكون شأننا حين نركب قطارًا سريعًا جدًّا. كنت قد جرَّبت�? هذه التجربة من قبل، حين عدنا أنا وشادي من زمن ال�?راعنة إلى زمننا هذا، �?لم أدهش كثيرًا، على عكس ليلى التي كانت تصرخ متسائلة كي�? يمتلك مثل هذا ال�?رس كل هذه القوة؟

أظلمت الدنيا �?جأة، كأننا دخلنا �?ي ن�?ق�? معتم، ليست به إضاءة من أي نوع، وأحسسنا جميعًا بالبرد، انقطع صوت قرقعة أقدام ال�?رس السريعة، وبدأ ضجيج من أصوات�? غريبة، كأنَّها خليط من أصوات أمواج البحر والرياح وهدير المحركات معًا، يدوّي �?ي آذاننا.

لم أتمكن من معر�?ة مصدر الصوت الصاخب الذي سرعان ما بدا كأنه صوت محرك طائرة ن�?اثة عملاقة. شعرت�? بال�?زع، ووجدت�? ليلى ت�?مسك بيدي �?ي الظلام. كانت يدها شديدة البرودة، وشعرت�? بها ترتج�?، ثم بدأنا نسمع أصوات �?رقعات غريبة، كان قلبـي ينخلع كلما سمعت واحدة منها. صرخت ليلى وبكت، وحاولت�? أن أتماسك رغم خو�?ي الشديد. لم أسمع صوتًا لشادي أو لنينيت، وحتى الرجل الذئب لم يقل كلمة، وحتى لو تكلَّموا �?من يمكن له أن يسمع أي شيء آخر بين هذا الصخب المرعب؟!